فهو مَن كان وجوده على قيد الحياة مصدر إزعاج للقيادة الإسرائيلية، ذاك
الرجل الذي كان يمزح مع جنوده بالقنابل اليدوية، هكذا كان التدريب على
الصاعقة مع العميد إبراهيم الرفاعي.
العميد إبراهيم الرفاعي من مواليد 27/ 6/ 1931، التحق بالكلية الحربية في نهاية عام 1951، وحصل على درجة أركان حرب عام 1959..
وإذا كنت من مرضى الاستغراب والدهشة فنصيحة صحية لك بأن تبتعد عن هذا الجزء
من الحكاية؛ لأنه نوعاً ما يتخطّى حدود الممكن والجائز، فمن غير المعقول
أن يقوم شخص واحد بشَغل كل هذه المناصب، فيتذوق مرارة رمال الصحراء الغربية
في سلاح المشاة، ثم يُخرّج وحوشاً بشرية من تحت أيديه بمدرسة الصاعقة، ثم
يضع اسمه بلوحة شرف القضية الفلسطينية بعد عمله مدرّبا للفدائيين
الفلسطينيين على أساليب الصاعقة أيضاً، وبفضله بات للقوات الليبية فرق
صاعقة قويّة بعد تولّيه تدريبهم!
شيء غريب أن يشارك شخص واحد في حربين، وأغرب أن يشارك في ثلاث حروب، ولكن
أن تشارك في أربع حروب كاملة دون أن تنالك حتى إصابة تُقعدك عن المشاركة
العسكرية هذا بحق هو الأغرب.. هذا بالضبط ما حدث للبطل إبراهيم الرفاعي
الذي لم يصبه مكروه في حرب تحرير اليمن، وقاتل ببسالة في العدوان الثلاثي،
وحاول قدر استطاعته في عدوان 1967، وكان أحد أبطال حرب الاستنزاف، وكبّد
فيها العدو خسائر فادحة في الأرواح والمعدّات، وعبر وحده إلى الضفة الشرقية
52 مرة من بور فؤاد شمالا إلى رأس محمد جنوبا.
وعلى الرغم من أن أغلب مواجهات هذا الرجل مع القوات الإسرائيلية كانت خلال
حربي النكسة ونصر أكتوبر، فإنه شارك في العدوان الثلاثي في بورسعيد،
واستطاع أن يدمّر 3 دبابات بريطانية بمفرده.
استطاع هذا الرجل أن يؤسّس ما يعرف بالمجموعة "39 قتال"؛ وهي مجموعة صاعقة
سطرت اسمها بحروف من ذهب في تاريخ المعارك بمصر والعالم أجمع، فقد نجحت قبل
أن يتم تأسيسها بشكل غير رسمي في تنفيذ 39 عملية ناجحة، وكبّدت قوات العدو
في حرب 1973 خسائر لا يمكن وصفها، وكانت أحد الأسباب التي جعلت القيادة
الإسرائيلية تفقد صوابها، وتشترط فيما بعد في معاهدة كامب ديفيد تخفيض عدد
قوات الصاعقة المصرية.
تأسّست هذه المجموعة من 90 فردا ما بين ضابط وصف ضابط وجندي، بدأت كجماعة
صغيرة ثم فصيلة ثم سَرِيّة، وتولى العميد إبراهيم الرفاعي تدريبهم، وقد
عُرِف عنه شراسته في التدريب، حتى أنه كان يمازح أحد الجنود بإلقاء قنبلة
منزوعة الفتيل، فإذا لم يُسرِع في التخلّص منها خلال 4 ثوانٍ انفجرت في
وجهه، وهو ما يُظهر درجة الاستعداد البدني العالية التي كان يعوّد جنوده
عليها.
المجموعة "39 قتال" والعميد إبراهيم الرفاعي كانوا إحدى ثمار حرب 1956، وإن
لم يكونوا فاعلين بها بشكل كبير، ولكنها كانت بدايتهم، وتأثيرهم الحقيقي
كان خلال حرب 1973 ومن قبلها النكسة.. النكسة.. أسود يوم في تاريخ مصر
والعسكرية المصرية.
الرجل الذي كان يمزح مع جنوده بالقنابل اليدوية، هكذا كان التدريب على
الصاعقة مع العميد إبراهيم الرفاعي.
العميد إبراهيم الرفاعي من مواليد 27/ 6/ 1931، التحق بالكلية الحربية في نهاية عام 1951، وحصل على درجة أركان حرب عام 1959..
وإذا كنت من مرضى الاستغراب والدهشة فنصيحة صحية لك بأن تبتعد عن هذا الجزء
من الحكاية؛ لأنه نوعاً ما يتخطّى حدود الممكن والجائز، فمن غير المعقول
أن يقوم شخص واحد بشَغل كل هذه المناصب، فيتذوق مرارة رمال الصحراء الغربية
في سلاح المشاة، ثم يُخرّج وحوشاً بشرية من تحت أيديه بمدرسة الصاعقة، ثم
يضع اسمه بلوحة شرف القضية الفلسطينية بعد عمله مدرّبا للفدائيين
الفلسطينيين على أساليب الصاعقة أيضاً، وبفضله بات للقوات الليبية فرق
صاعقة قويّة بعد تولّيه تدريبهم!
شيء غريب أن يشارك شخص واحد في حربين، وأغرب أن يشارك في ثلاث حروب، ولكن
أن تشارك في أربع حروب كاملة دون أن تنالك حتى إصابة تُقعدك عن المشاركة
العسكرية هذا بحق هو الأغرب.. هذا بالضبط ما حدث للبطل إبراهيم الرفاعي
الذي لم يصبه مكروه في حرب تحرير اليمن، وقاتل ببسالة في العدوان الثلاثي،
وحاول قدر استطاعته في عدوان 1967، وكان أحد أبطال حرب الاستنزاف، وكبّد
فيها العدو خسائر فادحة في الأرواح والمعدّات، وعبر وحده إلى الضفة الشرقية
52 مرة من بور فؤاد شمالا إلى رأس محمد جنوبا.
وعلى الرغم من أن أغلب مواجهات هذا الرجل مع القوات الإسرائيلية كانت خلال
حربي النكسة ونصر أكتوبر، فإنه شارك في العدوان الثلاثي في بورسعيد،
واستطاع أن يدمّر 3 دبابات بريطانية بمفرده.
استطاع هذا الرجل أن يؤسّس ما يعرف بالمجموعة "39 قتال"؛ وهي مجموعة صاعقة
سطرت اسمها بحروف من ذهب في تاريخ المعارك بمصر والعالم أجمع، فقد نجحت قبل
أن يتم تأسيسها بشكل غير رسمي في تنفيذ 39 عملية ناجحة، وكبّدت قوات العدو
في حرب 1973 خسائر لا يمكن وصفها، وكانت أحد الأسباب التي جعلت القيادة
الإسرائيلية تفقد صوابها، وتشترط فيما بعد في معاهدة كامب ديفيد تخفيض عدد
قوات الصاعقة المصرية.
تأسّست هذه المجموعة من 90 فردا ما بين ضابط وصف ضابط وجندي، بدأت كجماعة
صغيرة ثم فصيلة ثم سَرِيّة، وتولى العميد إبراهيم الرفاعي تدريبهم، وقد
عُرِف عنه شراسته في التدريب، حتى أنه كان يمازح أحد الجنود بإلقاء قنبلة
منزوعة الفتيل، فإذا لم يُسرِع في التخلّص منها خلال 4 ثوانٍ انفجرت في
وجهه، وهو ما يُظهر درجة الاستعداد البدني العالية التي كان يعوّد جنوده
عليها.
المجموعة "39 قتال" والعميد إبراهيم الرفاعي كانوا إحدى ثمار حرب 1956، وإن
لم يكونوا فاعلين بها بشكل كبير، ولكنها كانت بدايتهم، وتأثيرهم الحقيقي
كان خلال حرب 1973 ومن قبلها النكسة.. النكسة.. أسود يوم في تاريخ مصر
والعسكرية المصرية.