يذكر التاريخ أنه في 6 أكتوبر 1973 قامت القوات الجوية المصرية بتنفيذ ضربة
جوية على الأهداف الإسرائيلية خلف قناة السويس، عبر مطار بلبيس الجوي
الحربي (يقع في محافظة الشرقية)، وتشكّلت القوة من 222 طائرة مقاتلة عبرت
قناة السويس وخط الكشف الراداري للجيش الإسرائيلي، مجتمعة في وقت واحد في
تمام الساعة الثانية بعد الظهر على ارتفاع منخفض للغاية.
وقد استهدفت الطائرات محطات التشويش والإعاقة في "أم خشيب" و"أم مرجم"
ومطار "المليز" ومطارات أخرى، ومحطات الرادار، وبطاريات الدفاع الجوي،
وتجمّعات الأفراد والمدرّعات والدبابات والمدفعية، والنقاط الحصينة في خط
بارليف، ومصافي البترول، ومخازن الذخيرة.. ولقد كانت عبارة عن ضربتين
متتاليتين قدّر الخبراء الروس نجاح الأولى بنحو 30% وخسائرها بنحو 40%،
ونظرا للنجاح الهائل للضربة الأولى والبالغ نحو 95% وبخسائر نحو 2.5% تمّ
إلغاء الضربة الثانية.. هذا كل ما نعرفه عن الضربة الجوية الناجحة، وبثّته
كتب التاريخ.
لكن تعالوا لنقصّ عليكم ما لا تعرفونه عن "نسور الجو"..
قصتنا الأولى بطلها أحد الطيارين المخضرمين، ففي ظهر يوم 11 أكتوبر، كاد
هذا الطيار أن يدفع حياته من أجل الدفاع عن قرية مصرية من قصف الطيران
الإسرائيلي.. وكانت البداية من مقاتلات اعتراضية مصرية من طراز ميج-21
حلّقت لمنع 8 طائرات إسرائيلية على تشكيلين من ضرب قاعدة جوية مصرية شمال
الدلتا.
المعركة أصبحت على أشدها.. أصوات القصف والصواريخ
تدوي في سماء سيناء.. تخلّصت 3 طائرات معادية من حمولتها؛ استعداداً
للاشتباك، وبقيت الرابعة من أحد التشكيلين بحمولتها يقودها قائد التشكيل
على ارتفاع منخفض لقصف القاعدة الجوية، وحاولت الطائرات الثلاث المعادية
الابتعاد، فطاردتها الطائرات المصرية؛ لمنعها والاشتباك معها.
وبقيت طائرة مصرية واحدة في مواجهة قائد التشكيل المُعادي الذي يرغب في
قصف القاعدة، فتابعه، وضاعف السرعة حتى اقترب منه إلى مسافة 300 متر ثم إلى
100 متر، ثم إلى 50 مترا، وضغط على زرّ المدفع.. فانفجرت بكل حمولتها في
السماء، وناور الطيار المصري ليبتعد عن منطقة الانفجار، لكن شظايا حطّمت
مؤخرة طائرته، فقفز بالمظلّة وهبط وسط أهل القرية المجاورة للقاعدة الجوية
التي دافع عنها.
البطل ابن الـ24 عاما
هل كل ما فات ألهب شعورك لتأخذ طائرتك الآن، وتنضمّ لكتيبة الأبطال على
الجبهة فلتنتظر قليلا.. فبطلنا القادم هو شاب من عمري وعمرك.. شاب عمره 24
عاما فقط.. تخرّج في الكلية الجوية عام 1968، وكان مجموع ساعات طيرانه لا
يتجاوز 600 ساعة، في صباح يوم 14 أكتوبر 1973 حينما اشتبك لأول مرة مع ثلاث
طائرات من طراز "فانتوم" يقودها طيارون إسرائيليون لا تقلّ ساعات طيران
الواحد منهم عن 2000 ساعة، وأسقط الطائرات الثلاث في أقل من 24 ساعة.
أراك مشتاقا لمعرفة تفاصيل الاشتباك..
كان "النسر المصري" ضمن تشكيل مصري حلّق لاعتراض هجوم معادٍ على قاعدة
جوية شمال الدلتا، شاهدَ طائرة فانتوم تستعدّ لقصف القاعدة، فاتّجه نحوها،
فتنبّه له العدو، وألقى حمولته بجوار القاعدة، واستدار ليشتبك معه، ومعه
طيار آخر يساعده.. جاء العدوّ من خلف الطائرة المصرية للقضاء عليها.
وبمناورة بارعة أحبط الطيار المصري هجمة العدو، ولاحقه بصاروخ أخطأه،
فكرّر المناورة، وأطلق صاروخا ثانيا أصاب الفانتوم إصابة مباشرة، وفي طريقه
إلى القاعدة اكتشف الطائرة المعادية الأخرى في لحظة انقضاضها عليه من
أعلى، فغيّر اتجاهه واستدار صاعدا للأعلى، فأحبط الهجمة، وعدل موقفه، وطارد
الطيار الإسرائيلي حتى بحيرة المنزلة، وفي اللحظة المناسبة أطلق مدفعه
الرشاش، فأصاب جناح الفانتوم، وسقطت فريسته في نفس الطلعة.
فدائية ليس لها مثيل
أصدرت القيادة المصرية أوامرها بدكّ إحدى القواعد الإسرائيلية فى منطقة
"بالوظة" شمال سيناء، وبالفعل تمّ إرسال مجموعة مقاتلات قاذفة لتدكّ الموقع
الإسرائيلي، وبعد أن أدّى رجال القوات الجوية مهمّتهم على أكمل وجه أصيبت
إحدى الطائرات وهي على ارتفاع منخفض جدا، وأدرك قائدها المصري أنه لن
يستطيع العودة مع زملائه، وأن القفز بالمظلّة ليس آمنا في هذه المنطقة،
فاتجه بطائرته إلى قلب موقع المدفعية الصاروخية الإسرائيلية مندفعا بطائرته
كصاروخ بشري مُحدثا في الموقع المعادي خسائر فادحة، مسجّلا بطولة انتحارية
لم يسمع عنها العالم منذ وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها، وكفّ
الانتحاريون اليابانيّون عن ممارسة هذه الفدائية.
وهكذا.. سجّل نسورنا الأرقام القياسية في إسقاط الطائرات المعادية،
وتفوّقوا على البارون الأحمر الألماني الذي أسقط للحلفاء 80 طائرة في الحرب
العالمية الثانية.
جوية على الأهداف الإسرائيلية خلف قناة السويس، عبر مطار بلبيس الجوي
الحربي (يقع في محافظة الشرقية)، وتشكّلت القوة من 222 طائرة مقاتلة عبرت
قناة السويس وخط الكشف الراداري للجيش الإسرائيلي، مجتمعة في وقت واحد في
تمام الساعة الثانية بعد الظهر على ارتفاع منخفض للغاية.
وقد استهدفت الطائرات محطات التشويش والإعاقة في "أم خشيب" و"أم مرجم"
ومطار "المليز" ومطارات أخرى، ومحطات الرادار، وبطاريات الدفاع الجوي،
وتجمّعات الأفراد والمدرّعات والدبابات والمدفعية، والنقاط الحصينة في خط
بارليف، ومصافي البترول، ومخازن الذخيرة.. ولقد كانت عبارة عن ضربتين
متتاليتين قدّر الخبراء الروس نجاح الأولى بنحو 30% وخسائرها بنحو 40%،
ونظرا للنجاح الهائل للضربة الأولى والبالغ نحو 95% وبخسائر نحو 2.5% تمّ
إلغاء الضربة الثانية.. هذا كل ما نعرفه عن الضربة الجوية الناجحة، وبثّته
كتب التاريخ.
لكن تعالوا لنقصّ عليكم ما لا تعرفونه عن "نسور الجو"..
قصتنا الأولى بطلها أحد الطيارين المخضرمين، ففي ظهر يوم 11 أكتوبر، كاد
هذا الطيار أن يدفع حياته من أجل الدفاع عن قرية مصرية من قصف الطيران
الإسرائيلي.. وكانت البداية من مقاتلات اعتراضية مصرية من طراز ميج-21
حلّقت لمنع 8 طائرات إسرائيلية على تشكيلين من ضرب قاعدة جوية مصرية شمال
الدلتا.
المعركة أصبحت على أشدها.. أصوات القصف والصواريخ
تدوي في سماء سيناء.. تخلّصت 3 طائرات معادية من حمولتها؛ استعداداً
للاشتباك، وبقيت الرابعة من أحد التشكيلين بحمولتها يقودها قائد التشكيل
على ارتفاع منخفض لقصف القاعدة الجوية، وحاولت الطائرات الثلاث المعادية
الابتعاد، فطاردتها الطائرات المصرية؛ لمنعها والاشتباك معها.
وبقيت طائرة مصرية واحدة في مواجهة قائد التشكيل المُعادي الذي يرغب في
قصف القاعدة، فتابعه، وضاعف السرعة حتى اقترب منه إلى مسافة 300 متر ثم إلى
100 متر، ثم إلى 50 مترا، وضغط على زرّ المدفع.. فانفجرت بكل حمولتها في
السماء، وناور الطيار المصري ليبتعد عن منطقة الانفجار، لكن شظايا حطّمت
مؤخرة طائرته، فقفز بالمظلّة وهبط وسط أهل القرية المجاورة للقاعدة الجوية
التي دافع عنها.
البطل ابن الـ24 عاما
هل كل ما فات ألهب شعورك لتأخذ طائرتك الآن، وتنضمّ لكتيبة الأبطال على
الجبهة فلتنتظر قليلا.. فبطلنا القادم هو شاب من عمري وعمرك.. شاب عمره 24
عاما فقط.. تخرّج في الكلية الجوية عام 1968، وكان مجموع ساعات طيرانه لا
يتجاوز 600 ساعة، في صباح يوم 14 أكتوبر 1973 حينما اشتبك لأول مرة مع ثلاث
طائرات من طراز "فانتوم" يقودها طيارون إسرائيليون لا تقلّ ساعات طيران
الواحد منهم عن 2000 ساعة، وأسقط الطائرات الثلاث في أقل من 24 ساعة.
أراك مشتاقا لمعرفة تفاصيل الاشتباك..
كان "النسر المصري" ضمن تشكيل مصري حلّق لاعتراض هجوم معادٍ على قاعدة
جوية شمال الدلتا، شاهدَ طائرة فانتوم تستعدّ لقصف القاعدة، فاتّجه نحوها،
فتنبّه له العدو، وألقى حمولته بجوار القاعدة، واستدار ليشتبك معه، ومعه
طيار آخر يساعده.. جاء العدوّ من خلف الطائرة المصرية للقضاء عليها.
وبمناورة بارعة أحبط الطيار المصري هجمة العدو، ولاحقه بصاروخ أخطأه،
فكرّر المناورة، وأطلق صاروخا ثانيا أصاب الفانتوم إصابة مباشرة، وفي طريقه
إلى القاعدة اكتشف الطائرة المعادية الأخرى في لحظة انقضاضها عليه من
أعلى، فغيّر اتجاهه واستدار صاعدا للأعلى، فأحبط الهجمة، وعدل موقفه، وطارد
الطيار الإسرائيلي حتى بحيرة المنزلة، وفي اللحظة المناسبة أطلق مدفعه
الرشاش، فأصاب جناح الفانتوم، وسقطت فريسته في نفس الطلعة.
فدائية ليس لها مثيل
أصدرت القيادة المصرية أوامرها بدكّ إحدى القواعد الإسرائيلية فى منطقة
"بالوظة" شمال سيناء، وبالفعل تمّ إرسال مجموعة مقاتلات قاذفة لتدكّ الموقع
الإسرائيلي، وبعد أن أدّى رجال القوات الجوية مهمّتهم على أكمل وجه أصيبت
إحدى الطائرات وهي على ارتفاع منخفض جدا، وأدرك قائدها المصري أنه لن
يستطيع العودة مع زملائه، وأن القفز بالمظلّة ليس آمنا في هذه المنطقة،
فاتجه بطائرته إلى قلب موقع المدفعية الصاروخية الإسرائيلية مندفعا بطائرته
كصاروخ بشري مُحدثا في الموقع المعادي خسائر فادحة، مسجّلا بطولة انتحارية
لم يسمع عنها العالم منذ وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها، وكفّ
الانتحاريون اليابانيّون عن ممارسة هذه الفدائية.
وهكذا.. سجّل نسورنا الأرقام القياسية في إسقاط الطائرات المعادية،
وتفوّقوا على البارون الأحمر الألماني الذي أسقط للحلفاء 80 طائرة في الحرب
العالمية الثانية.