بحبك يا مصر

نسيبة المازنيّة | أمّ عُمارة Gwgt0n10

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

بحبك يا مصر

نسيبة المازنيّة | أمّ عُمارة Gwgt0n10

بحبك يا مصر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحبك يا مصر

    نسيبة المازنيّة | أمّ عُمارة

    بحبك يا مصر
    بحبك يا مصر
     
     


    عدد المساهمات : 3526
     القوانين القوانين : احترام قوانين المنتدى
    عارضة الطاقة :
    نسيبة المازنيّة | أمّ عُمارة Left_bar_bleue100 / 100100 / 100نسيبة المازنيّة | أمّ عُمارة Right_bar_bleue

    انثى
    الـمـهـنـه : نسيبة المازنيّة | أمّ عُمارة Unknow10
    الـهـوايــه : نسيبة المازنيّة | أمّ عُمارة Readin10
    الجنسيهنسيبة المازنيّة | أمّ عُمارة 3dflag10
    تاريخ التسجيل : 13/02/2011
    تاريخ الميلاد : 27/11/1920
    العمر : 104
    نسيبة المازنيّة | أمّ عُمارة Jb12915568671
    المزاجالـــحـــمـــدللــــه

    خدمات المنتدى
    مشاركة الموضوع:

    نسيبة المازنيّة | أمّ عُمارة Empty نسيبة المازنيّة | أمّ عُمارة

    مُساهمة من طرف بحبك يا مصر السبت مارس 26 2011, 10:32

    نَسِيبَة المَازِنِيَّة


    * * *


    ((ما التفتّ يوم أُحُد يميناً ولا شمالاً إلا ورأيتُ أمّ عُمَارة تُقاتل دوني)) [رسول الله صلى الله عليه وسلم]


    ………








    ((أنتم على موعد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عند العقبة في آخر الثلث الأوّل من الليل)) .


    أسرّ مصعب بن عُمير بهذه الكلمة إلى واحد من مُسلِمي ((يثرب)) ، فسرى الخبر بينهم سرَيَان النّسيم في سُرعةٍ ، وخِفّةٍ ، وهدوء .


    وأحيط به المسلمون الذين تسلّلوا من المدينة ، واندسّوا بين جموع حجّاج المشركين الوافدين على مكّة من كل صوب .


    وأقبل الليل فاستسلم حُجّاج المشركين إلى النوم … وجعلوا يغُطّون في نوم عميق بعد يوم جاهد متعب قضوه في التّطواف حول الأوثان … والذّبح للأصنام …


    لكِنّ أصحاب مصعب بن عُمير مِن مُسلِمي ((يثرب)) لم يغمض لهم جفن … وكيف لِجفونهم أن تغمُضَ؟.! .


    وقلوبهم
    تخفق بين فرحة باللقاء الذي قطعوا من أجله الصحاري الواسعة والأراضي
    الجرداء ، وأفئدتهم تكاد تطير من بين ضلوعهم شوقاً لرؤية نبيّهم الحبيب
    صلوات الله وسلامه عليه .



    فقد آمن به أكثرهم قبل أن يسعدُوا بلُقياه …


    وتعلّقوا به قبل أن تكتحل أعينهم بمرآه …


    * * *


    وفي آخر الثلث الأوّل من أوسط أيام التشريق ، وعند ((العقبة)) في ((مِنَى)) تمّ اللقاء الكبير في نجوة مِن قريش …


    فلقد
    تقدّم اثنان وسبعون رجلاً من النبي صلوات الله وسلامه عليه … ووضعوا
    أيديهم في يديه واحداً بعد آخر مبايعين على أن يمنعوه ممّا يمنعون منه
    نساءهم وأولادهم …



    ولمّا
    انتهى الرجال من البيعة تقدّمت امرأتان فبايعتا على ما بايع عليه الرجال …
    ولكن من غير مُصافحة … ذلك لأنّ الرسول عليه الصلاة والسلام لا يُصافح
    النّساء .



    وقد كانت إحدى هاتين المرأتين تعرف بأمّ منيعٍ ـ أمّ مَنيع: هي أسماء بنت عمرو بن عدي بن ياسر الأنصارية السلمية ؛ أمّ الصحابي مُعاذ بن جبل ـ … أمّا الأخرى فهي نسيبة بنت كعب المازنيّة المُكنّاة بأمّ عُمَارة .


    * * *


    عادت
    أم عمارة إلى يثرب فَرِحةٍ بما أكرمها الله به من لقاء الرسول الأعظم صلى
    الله عليه وسلم ؛ عاقدةٍ العزم على الوفاء بشروط البَيْعَة … ثمّ مضت
    الأيّام سِراعاً ، حتّى كان يوم ((أُحُدٍ)) ، وكان لأمّ عُمارة فيه شأن
    وأيّ شأن ؟! …



    خرجت أمّ عمارة إلى أُحُدٍ تحمل سقاءَها لتروي ظمأ المجاهدين في سبيل الله .


    ومعها
    لفائفها لتضمّد جراحهم … ولا عجب فقد كان لها في المعركة زوج وثلاثة أفئدة
    : هم رسول الله صلوات الله وسلامه عليه ووَالدها حبيبُ بن زيد ، وعبد
    اللهِ … وذلك بالإضافة إلى إخوتها من المسلمين الذّائدين عن دين الله
    المُنافحين عن رسول الله .



    ثمّ
    كان ما كان يومَ ((أحُدٍ)) … فلقد رأت أمّ عُمارة بعينيها كيف تحوّل نصرُ
    المسلمين إلى هزيمة كبرى … وكيف أخذ القتلُ يشتدّ في صفوف المسلمين
    فيتساقطون على أرض المعركة شهيداً إثر شهيد …



    وكيف
    زُلزِلت الأقدام ، فتفرّق الرجال عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتّى لم
    يبق معه إلا عشرة أو نحو من عشرة … ممّا جعل صارخَ الكُفّار يُنادي :



    لقد قُتِل محمد … لقد قتل محمد …


    عند ذلك ألقت أمّ عُمارة سقاءها ، وانبرت إلى المعركة كالنّمرة التي قُصِد أشبالها بِشرّ …


    ولنترك لأمّ عُمارة نفسها الحديث عن هذه اللحظات الحاسمات ، فليس كمِثلها من يستطيع تصويرها بدِقّةٍ وصدقٍ .


    قالت أمّ عُمارة :


    خرجتُ
    أوّل النّهار إلى ((أحُدٍ)) ومعي سقاء أسقي منه المُجاهدين حتّى انتهيتُ
    إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والنصر والقوّة له ولِمَن معه …



    ثمّ
    ما لبِثَ أنِ انكشف المسلمون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فما بقيَ
    إلا في نفر قليل ما يزيدون على العشرة … فمِلتُ إليه أنا وزوجي … وأحطنا به
    إحاطة السّوار بالمعصم ، وجعلنا نذُودُ عنه بسائر ما نملِكه من قوّة وسلاح



    ورآني الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ولا تُرسَ معي أقي به نفسي من ضربات المشركين .


    ثمّ أبصر رجلاً مولّياً ومعه تُرسٌ فقال له :


    ((اِلْقِ تُرسكَ إلى مَن يُقاتل)) فألقى الرجل تُرسه ومضى … فأخذته وجعلت أتترّس به عن الرسول صلى الله عليه وسلم .


    وما زلت أضارب عن النبي بالسيف … وأرمي دونه بالقوس حتّى أعجزتني الجراح ..


    وفيما نحن كذلك أقبل ((ابن قَمِئَة)) كالجمل الهائج وهو يصيح :


    أين محمد ؟ … دُلّوني على محمد .


    فاعترضتُ
    سبيله أنا ومصعب بن عُمير ، فصرع مُصعباً بسيفه وأرداه قتيلاً … ثمّ ضربني
    ضربةً خلّفت في عاتِقي جُرحاً غائراً … فضربته على ذلك ضربات ، ولكِنّ
    عدوّ الله كانت عليه دِرعان … ثمّ أتبعت نسيبة المازنيّة تقول :



    وفيما
    كان ابْني يُناضل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرَبَهُ أحدُ المشركين
    ضربةً كادت تقطع عضُده … وجعل الدم يتفجّر من جرحه الغائر …



    فأقبلت عليه ، وضمّدت جُرحه ، وقلت له :


    اِنهض يا بُنيّ وجالِد القوم …


    فالتفتَ إليَّ الرسول صلوات الله وسلامه عليه وقال :


    ((ومَن يُطيقُ ما تُطيقين يا أمّ عُمارة)) ؟! .


    ثمّ أقبل الرجل الذي ضرب ابني ، فقال الرسول عليه الصلاة والسلام :


    ((هذا ضارِبُ ابنكِ يا أمّ عُمارة)) .


    فما أسرع أن اعترضت سبيله وضربتُهُ على ساقه بالسيف ؛ فسقط صريعاً على الأرض …


    فأقبلنا عليه نتعاوره بالسيوف ونطعنهُ بالرّماح حتّى أجهزنا عليه ، فالتفتَ إليّ النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم مُبتَسماً وقال :


    ((لقد اقتصَصْتِ منهُ يا أمّ عُمارة …


    والحمد لله الذي أظفركِ به …


    وأراكِ ثأركِ بعينِكِ)) .


    * * *


    لم
    يكن ولدا أمّ عُمارة أقلّ شجاعة وبذلاً من أمّهما وأبيهما ، ولا أدنى
    تضحيةً وفداءً منهما … فالولدُ سِرّ أمّه وأبيه ، وصورة صادقة عنهما .



    حدّث ابنها عبد الله قال :


    شهِدتُ ((أحُداً)) مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلمّا تفرّق الناس عنه دنَوتُ منه أنا وأمّي ندافع عنه ، فقال :


    ((اِبنُ أمّ عُمارة؟)) .


    قلتُ : نعم .


    قال : اِرمِ …


    فرميتُ
    بين يديه رجلاً من المشركين بحجرٍ فوقع على الأرض ، فما زلتُ أعلوه
    بالحجارة حتى جعلتُ عليه منها حِملاً ، والنبي عليه الصلاة والسلام ينظر
    إليّ ويبتسم …



    وحانت منه التفاتة فرأى جُرح أمّي على عاتقها يتصبّب منه الدم فقال :


    ((أمّكَ … أمّكَ … اِعصِب جُرحها ، بارك الله عليكم أهل بيتٍ …


    لَمُقامُ أمّكَ خيرٌ من مَقامِ فلانٍ وفلان … رحِمكم اللهُ أهلَ بيتٍ)) .


    فالتفتت إليه أمّي وقالت :


    اِدعُ الله لنا أن نُرافِقكَ في الجنّةِ يا رسول الله .


    فقال :


    ((اللهمّ اجعلهُم رُفقائي في الجنّة)) .


    فقالت أمّي : ما أبالي بعد ذلك ما أصابني في الدنيا .


    ثمّ عادت أمّ عُمارة مِن ((أحُدٍ)) بجُرحها الغائر وهذه الدعوة التي دعا لها بها الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم .


    وعادَ النبي عليه الصلاة والسلام مِن ((أحُدٍ)) وهو يقول :


    ((ما التَفتّ يومَ أحُدٍ يميناً ولا شِمالاً إلا ورأيتُ أمّ عُمارةَ تقاتِلُ دُوني)) .





    * * *


    تمرّست أمّ عُمارة يوم أحُدٍ على القتال ؛ فأتقنته … وذاقت حلاوة الجهاد في سبيل الله ؛ فما عادت تُطيق عنه صبراً .


    وقد كُتِبَ لها أن تشهد مع الرسول صلوات الله وسلامه عليه أكثر المشاهد …


    فحضرت معه الحُدَيبيّة ، وخَيبَراً … وعُمرَةَ القَضيّةَ ، وحُنَينَاً … وبيعَةَ الرّضوان …


    ولكنّ ذلك كلّه لا يُعدّ شيئاً إذا قيسَ بما كان منها يوم ((اليمَامَةِ)) على عهد الصّدّيق رضي الله عنها وعنه .


    * * *


    تبدأ قصّة أمّ عُمارة مع يوم ((اليمامة)) مُنذ عهد الرسول صلوات الله وسلامه عليه .


    فقد
    بعث الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم ابنها حبيب بن زيد برسالة إلى
    مُسيلَمَة الكذّاب … فغدر مُسيلمة بحبيب وقتلَه قتلةً تقشعرّ منها الجلود .



    ذلك أنّ مسيلمة قيّد حبيباً ثمّ قال له : أتشهدُ أنّ محمداً رسول اللهِ ؟ .


    فقال : نعم .


    فقال مسيلمة : أتشهدُ أنّي رسول اللهِ ؟ .


    فقال : لا أسمع ما تقول .


    فقطعَ منه عُضواً … ثمّ ما زال مُسيلمة يعيد عليه السؤال نفسه ، فيردّ عليه الجواب نفسه … لا يزيد عليه ولا ينقص …


    وكان في كلّ مرّة يقطع منه عضواً حتّى فاضت روحه الطّاهرة ، وذلك بعد أن ذاق من العذاب ما تتزلزلُ منه الصخور الصلبة .


    * * *


    نعى النّاعي حبيب بن زيد إلى أمّه نسيبة المازنيّة ما زادت على أن قالت :


    من أجلِ مثل هذا الموقف أعدَدتُهُ … وعِند اللهِ احتسبته …


    لقد بايع الرسول صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة صغيراً … ووفى له اليوم كبيراً …


    ولئن أمكنني اللهُ مِن مُسيلمة لأجعلنّ بناتِهِ يلطمنَ الخدود عليه …


    * * *


    لم يبطئ اليوم الذي تمنّته نسيبة كثيراً … حيث أذّن مؤذن أبي بكر في المدينة أن حيّ على قتال المُتنَبّئ الكذّاب مُسيلمة …


    فمضى المسلمون يحثّون الخُطا إلى لِقائه ، وكان في الجيش أمّ عُمارة المُجاهدة الباسلة ووَلدها عبد الله بن زيد .


    ولمّا
    التقى الجمعان وحمِيَ وطيس المعركة كان يترصّد لِمُسيلمة نفرٌ من المسلمين
    وعلى رأسهم أمّ عُمارة التي تُريد أن تنتقم لابنها الشّهيد … ووحشي بن
    حربٍ قاتل حمزة يوم ((أحُدٍ)) … فقد كان يُريدُ أن يقتل شرّ الناس وهو مؤمن
    ؛ بعد أن قتل أحد أخيار الناس وهو مُشرِك .



    * * *


    لم تستطيع أمّ عُمارة أن تصِلَ إلى مُسيلمة بعد أن قُطِعت يدهَا في المعركة … وأثخنتها الجراح …


    لكنّ وحشي بن حرب ، وأبا دُجانة صاحب سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلا إلى مُسيلمة وضرباه عن يدٍ واحدةٍ …


    فقد طعنهُ وحشي بالحربةِ … وضربَهُ أبو دُجانة بالسيف .. فخَرَّ صريعاً في طرفةِ عينٍ .


    * * *


    عادت أمّ عُمارة بعد ((اليمامة)) إلى المدينة بيدٍ واحدةٍ ومعها ابنُها الوحيد .


    أمّا يدُها الأخرى فقد احتسبتها عند الله كما احتسبت مِن قبل ولدها الشّهيد .


    ولِمَ لا تحتسِبهما ؟!


    ألم تقُل للرسول عليه الصلاة والسلام : اِدعُ الله لنا أن نُرافِقَكَ في الجنّة …


    فقال الرسول صلوات الله وسلامه عليه : ((اللهمّ اجعلهم رَفاقي في الجنّة)) .


    فقالت : ما أبالي بعدَ ذلك ما أصابني في الدنيا …


    * * *





    رضِيَ الله عن أمّ عُمارة وأرضاها ؛ فقد كانت طِرازاً فرَيداً بينَ النّساءِ المؤمناتِ …


    وأنمُوذجاً فذاً بينَ المُجاهِداتِ الصّابِراتِ .








    المصدر


    كتاب صور من حياة الصحابيات للدكتورعبد الرحمن رأفت الباشا رحمه الله

      نبذه عن المنتدى

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء نوفمبر 27 2024, 04:51