موقف بطولي: سعد بن أبي وقاص
!!
سعد
بن أبي وقاص رضي الله عنه، رأى حلماً ذات ليلة. أن نور ساطع يشق حجب
الظلام. تتخلله وجوه يعرفها حق المعرفة وحين دقق فيها لمح وجه أبي بكر ثم
زيد بن حارثة، ثم علي بن أبي طالب. وفي اليوم الثاني
التقى
مع أبي بكر فعرف الإسلام ، ودخل فيه فكان رابع من دخل في الإسلام من أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت والدته حمنة بنت سفيان بن أبي أمية ،
من أشد المعارضين لإسلامه ، وقد ألحت عليه كثيراً أن يرجع عن دين محمد
صلى الله عليه وسلم ، لكنه رفض بشدة . فحاولت أمه محاولات عديدة ولما فشلت
تلك المحاولات أقسمت ألا تذوق الطعام والشراب حتى يرجع عن دين محمد ،
فيكون سبباً في موتها .
ولما اشتدَّ على
أمه الهزال وعضّها الجوع اجتمع أهلها وأصحابها وراحوا يتوسطون عند سعد كي
يشفق على أمه فما كان من سعد إلا أن قام إليها ودنا منها والناس ينظرون
إليه وهم يحسبون أن قلبه قد استجاب إليها .
فقال
لها بهدوء : اسمعي يا أماه ، والله لو كانت لك ألف نفس ، فخرجت نفساً
نفساً ، ما تركت هذا الدين .. فكلي إن شئت أو لا تأكلي . وهكذا لم تجد
والدته بداً من التراجع عن قرارها ، وهي مذهولة من إصراره وتمسكه بدين محمد
صلى الله عليه وسلم . وقد نزل فيه قول الله تعالى " وَوَصَّيْنَا
الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ
وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ
الْمَصِيرُ {14} وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ
بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً
وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ
فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ {15}" لقمان : 14 ، 15 . وسعد بن
أبي وقاص ، هو أول من اصطدم بعراك مع أبي جهل فأصيبت أذنه وسال دمه ، وهو
أول دم يسيل في الإسلام.( مئة من أوائل الرجال ، سليمان سليم ص121 بتصرف
كثير ) [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]