الحرب الالكترونية تدق أجراس الخطر
م.وسيم عواد
انها الحرب
القادمة التي ستجتاح مدن العالم وتدمر الامبراطوريات التي عجزت جميع
الاسلحة الكاسحة عن تدمريها, هي حرب من نوع جديد يصعب علينا تخيل مدى
الدمار الناتج عنها في حال نشبت وبدأ صراع التكنولوجيا الحديث , بل انه قد
بدأ بالفعل وهنالك الكثير من الامثلة على ذلك,
السلاح التكنولوجي هو
سلاح فتاك تتلاشى امامه جميع انواع الاسلحة التقليدية , انه سلاح من نوع
خاص, نعرف كيف نبدأه ولكن سيكون من الصعب جدا انهائه, هو عبارة عن بركان
راكد ينتظر لحظة الصفر لكي يثور يجهله الكثير من الاشخاص حتى على مستوى
الدول لم يتم التيقين بعد بمدى فعاليته.
اذا كان البر والبحر والجو
والفضاء الخارجي هي المسارح التقليدية للحرب ,فيعد المجال الافتراضي
والمجال الكهرومغناطيسي هما المسرحان الحقيقان للحرب الالكترونية, وأصبح
الصراع قائم لاحتلال تلك المسارح فالذي يدير العالم الآن آحاد وأصفار غاية
في الصغر، وعندما تندلع الحرب تدور رحاها لصالح من يتحكم في المعلومات؛ ,
ففى
عالم يزداد اعتمادا مدنيا وعسكريا على الشبكة الإلكترونية، فإن استهداف
الشبكات الداخلية والخارجية يلحق بالدولة المستهدفة خسائر كارثية ويدفعها
إلى الشلل والانهيار بسرعة ومن دون قتال. من أجل ذلك، تداعت الدول
الإلكترونية الكبرى فى العالم وهى الولايات المتحدة والصين وروسيا والاتحاد
الأوروبى إلى البحث فى إعداد معاهدة دولية جديدة تحظر استخدام السلاح
الإلكترونى تكون مماثلة فى جوهرها لمعاهدة حظر استخدام السلاح النووى، لما
يمكن أن يلحق هذا «السلاح النظيف» من خراب ودمار وشلل بالحياة المدنية
العامة.
من جهاز حاسوب مربوط بالشبكة العنكبوتية يستطيع هؤلاء الوصول
لأي جهاز مربوط بالانترنت , يقتحم ويخرب ويعيث فسادا في المعلومات داخل
الحواسيب,وهناك من يوظف هذه المهارات في عملية السرقة العصرية , اي السرقة
عبر الانترنت من خلال سرقة ارقام الحسابات وتحويل الارصدة وغيرها من
التقنيات المستخدمة في هذا المجال.فالأمر اصبح مسألة وقت لا أكثر لكي تجتاح
هذه الحرب عواصم العالم وتصبح الرقم الصعب بل الاصعب في المعادلات
السياسية والعسكرية بين الدول.