في عام
1957 ذكر ريفل وسويس أن البشرية تجري تجربة جيوفيزيائية كبيرة,ليس في
المختبر أو الحاسوب,إنما على كوكب الأرض,وأن نتيجة هذه التجربة,والتي بدأت
أساساً مع بداية الثورة الصناعية,ستتضح تأثيراتها في عضون عشرات من
السنين,فزيادة نسبة غاز ثاني أوكسيد الكربون في الجو,وكذلك نسبة الميثان
والكلوروفلور كربون (CFCL3) سيكون لها دور كبير في تحديد الصفات المناخية
للكرة الأرضية.
ومنذ
أوائل القرن التاسع عشر لوحظ أن ثاني أوكسيد الكربون يزيد من مفعول "البيت
الزجاجي",ذلك لأن الزجاج يسمح للموجات القصيرة بالمرور,إلا أنه يعرقل
انفلات الموجات الحرارية الطويلة,وغاز ثاني اوكسيد الكربون في الجو يلعب
الدور نفسه,وبذلك يسهم في حجز نسبة كبيرة من الحرارة المنبعثة من سطح الأرض
مما يؤدي إلى ارتفاع الحرارة على سطح الأرض والأكثر من ذلك فإن التسخين
المناخي قد يؤدي إلى انطلاق سريع لكميات هائلة من الكربون التي تحتجزها
التربة كمواد عضوية ميتة.هذا المخزون من الكربون الذي تحتجزه التربة يتحلل
بصفة مستمرة إلى ثاني اكسيد الكربون وغاز الميثان بفعل بكتريا التربة,لأن
المناخ الأكثر دفئاً غالباً ما يعجل من سرعة عملها وبذلك تطلق كميات إضافية
من غاز أوكسيد الكربون من التربة مما يؤدي إلى التسخين.
ويرى
المختصون بأن زيادة درجات الحرارة في الطبقات الدنيا من الغلاف الجوي
كنتيجة لزيادة غاز ثاني أوكسيد الكربون ستؤدي إلى تغيرات في كثير من
الأنظمة البيئية,وسيسهم ذلك في انصهار كميات هائلة من الغطاءات الجليدية
ويؤدي إلى حدوث ارتفاع في مستوى المياه في البحار والمحيطات يتراوح ما بين
200 - 400 قدم وبالتالي إلى طغيان تلك المياه على مساحات واسعة من المناطق
الساحلية,هذا فضلاً عن تغيرات في مواسم النمو مع كل تغير حراري وبما يؤثر
على العلاقة بين المحاصيل وبيئاتها.
وتشير
العديد من الدراسات بأن تضاعف نسبة غاز ثاني أوكسيد الكربون في الجو ستؤدي
إلى زيادة متوسط الحرارة السنوي بما يتراوح بين 4-6 درجة ف.