تكنولوجيا الاغتيال في اسرائيل
تُسخّر
إسرائيل في حربها ضد رجال المقاومة الفلسطينية أعتى التقنيات التي توصل
إليها الإنسان من طائرات الأباتشي المروحية والـ "إف-16" وطائرات المراقبة
بدون طيار، والصواريخ الذكية الموجهة، إلى الكاميرات الصغيرة وأجهزة التنصت
الحساسة التي توضع لمراقبة الكوادر الفلسطينية والمقربين منهم.
وقد تجلى
ذلك في الفترة الأخيرة، حيث استأنفت إسرائيل سياسة الاغتيالات عقب تبني
حركة حماس لعملية القدس الاستشهادية بتاريخ 19-8-2003 والتي أسفرت عن قتل
وجرح عشرات الإسرائيليين.
ويعتبر
الطلاء المشع من أكثر المواد التقنية الحساسة التي تستخدمها سلطات الاحتلال
لاغتيال المطلوبين الفلسطينيين، حيث يوضع هذا الطلاء -بواسطة العملاء- على
سلاح أو سيارات الكوادر المنوي اغتيالها. حيث تصدر هذه المواد المشعة
موجات كهرومغناطيسية يتم تحديد موقعها من قبل طائرات الأباتشي، ثم قصفها
وقتل مَنْ بداخلها.
وبهذه
الطريقة يتم اغتيال عشرات المقاومين.. وتعد هذه هي الطريقة المثلى لقوات
الاحتلال نظرا لسهولتها ودقة نتيجتها خاصة عندما يكون الهدف متحركا.
تعد طائرات الاستكشاف بدون طيار بمثابة "رأس الرمح" في نجاح عمليات الاغتيال
من قِبَل إسرائيل، حيث تعتبر "غرفة عمليات كاملة"، ومزودة بأكثر أجهزة
التجسس تقدما. تستخدمها قوات الاحتلال لتصوير المناطق الجبلية والنائية
والمدن والقرى، وتبث صورها بشكل مباشر لأجهزة المخابرات الإسرائيلية عبر
أجهزة رؤية ليلية وأجهزة استشعار حراري وأجهزة التقاط موجات الهواتف
الجوالة، وتعطي كامل المعلومات اللازمة لفرق الموت الإسرائيلية كي تنقض على
هدفها.
وقد وصل
الأمر إلى تكليف الجيش الإسرائيلي لشركة مدنية بالقيام بعمليات تجسس جوية
في قطاع غزة بعد أن كانت مثل هذه العمليات الحساسة مقصورة فقط على
العسكريين الإسرائيليين.. كشفت هذا صحيفة "لوموند" الفرنسية بتاريخ
28-6-2003.
وبحلول
الليل تقوم شركة "إيرونوتيكس" الإسرائيلية (التي أنشئت سنة 1977، ويعمل بها
نحو 150 شخصا نصفهم من قدامى خبراء أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية)،
بتسيير وإقلاع طائرة أو عدة طائرات بدون طيار من مدرج في منطقة "جفولوت"
القريبة من قطاع غزة من أجل التحليق فوق القطاع على ارتفاعات شاهقة -من أجل
تفادي رؤيتها أو سماعها- لترصد كل ما يحدث في القطاع من تحركات.
تستخدم
الشركة طائرات بدون طيار من طراز "إيروستار"، وتبلغ سرعتها ما بين 100 إلى
170 كيلومترا في الساعة، وتستطيع التحليق على ارتفاعات شاهقة تصل إلى 4500
مترًا لمدة 14 ساعة متواصلة.
وينظر
الفلسطينيون إلى طائرات الاستكشاف على أن تحليقها المفاجئ في منطقة، ما هو
إلا مؤشر على دنو ارتكاب إسرائيل لجريمة اغتيال، حتى وصل الأمر إلى اختيار
اسم هزلي لها، حيث يطلقون عليها اسم "أم كامل"!!
المحمول.. أكبر عملاء إسرائيل
ويأتي
المحمول ليكون أكبر العملاء الإسرائيليين.. فقد بات بالإمكان اليوم مراقبة
أي هاتف محمول وهو مغلق، حيث يعتقد المقاومون أن إغلاق الهاتف، ونزع
بطاريته كافيان بحل مشكلة المراقبة، وهو ما أثبتت الوقائع والدلائل عكسه،
حيث إن التخزين الدائم للكهرباء في المحمول يحافظ على ذاكرة الجهاز
وبرمجته، وهذا التخزين ليس تحت تصرف صاحب الهاتف.
ومن خلال
موجات كهرومغناطيسية أو إرسال رسائل صوتية يمكن تحديد مكان صاحب الهاتف،
سواء كان مفتوحا أو مغلقا، حيث يحدث تواصل بين الجهاز ومحطات التقوية
والإرسال للشركة مقدمة الخدمة.
كان هذا
ما أعلنته بعض الصحف الإسرائيلية في بداية العام الجاري، وقد ثار جدل بعد
نشر هذه المعلومات مع الشرطة وجهاز الشاباك (الأمن العام)، حيث طالب
الشاباك وزارة العدل بمنع الصحف من نشر هذه المعلومات بحجة أنها تمس جهود
مكافحة الإرهاب والإجرام.
ويؤكد
بعض شهود العيان أنه خلال حادث محاولة اغتيال اثنين من قادة كتائب القسام
في غزة بتاريخ 26-8-2003، حينما سمع المستهدفون صوت الطائرات ألقوا هواتفهم
المحمولة بعيدا عن السيارة التي كانوا يستقلونها، ففوجئ المارة أن عدة
صواريخ انقضت على تلك الهواتف في عرض الشارع.
المراقبة والتنصت.. بكل مكان
كما بدأت
قوى الأمن الإسرائيلية باستخدام نظام طورته جامعة "كينجيفون" البريطانية
وهو عبارة عن برامج تصوير ذي كاميرات منتشرة في الأماكن الحساسة.
ويمكن
لهذا النظام -الذي يستخدم في الأساس لمراقبة الأماكن العامة- استرجاع الصور
بعد حدوث أي حدث مثل الانفجارات أو السرقات أو حادث سير أو فقدان طفل في
شارع بحيث يمكن استرجاع صورة الموقع ومعرفة ما حدث بدقة.
إلا أن
إسرائيل تستخدم هذا النظام في مراقبة المطلوبين المرشحين للتصفية؛ وذلك عن
طريق وضع هذه الكاميرات الحساسة بواسطة "عملائها الفلسطينيين" لمراقبة
منازل المطلوبين وأماكن عملهم، والمناطق التي يترددون عليها.
ويستخدم
عملاء الاحتلال كذلك كاميرات حساسة وصغيرة، تكون على شكل "ساعة اليد"، أو
"الولاعة" (القداحة)، حيث يقومون بواسطة هذه الكاميرات بتصوير الناشطين في
أماكن معينة أثناء حملهم السلاح، أو مشيهم مع المطلوبين أو حتى وهم يطلقون
النار، ليستخدم ضباط المخابرات تلك الصور كقرائن وأدلة ضدهم أثناء التحقيق
لكسر صمتهم وإنكارهم والضغط عليهم كي يعترفوا أثناء التحقيق.
تُسخّر
إسرائيل في حربها ضد رجال المقاومة الفلسطينية أعتى التقنيات التي توصل
إليها الإنسان من طائرات الأباتشي المروحية والـ "إف-16" وطائرات المراقبة
بدون طيار، والصواريخ الذكية الموجهة، إلى الكاميرات الصغيرة وأجهزة التنصت
الحساسة التي توضع لمراقبة الكوادر الفلسطينية والمقربين منهم.
وقد تجلى
ذلك في الفترة الأخيرة، حيث استأنفت إسرائيل سياسة الاغتيالات عقب تبني
حركة حماس لعملية القدس الاستشهادية بتاريخ 19-8-2003 والتي أسفرت عن قتل
وجرح عشرات الإسرائيليين.
ويعتبر
الطلاء المشع من أكثر المواد التقنية الحساسة التي تستخدمها سلطات الاحتلال
لاغتيال المطلوبين الفلسطينيين، حيث يوضع هذا الطلاء -بواسطة العملاء- على
سلاح أو سيارات الكوادر المنوي اغتيالها. حيث تصدر هذه المواد المشعة
موجات كهرومغناطيسية يتم تحديد موقعها من قبل طائرات الأباتشي، ثم قصفها
وقتل مَنْ بداخلها.
وبهذه
الطريقة يتم اغتيال عشرات المقاومين.. وتعد هذه هي الطريقة المثلى لقوات
الاحتلال نظرا لسهولتها ودقة نتيجتها خاصة عندما يكون الهدف متحركا.
تعد طائرات الاستكشاف بدون طيار بمثابة "رأس الرمح" في نجاح عمليات الاغتيال
من قِبَل إسرائيل، حيث تعتبر "غرفة عمليات كاملة"، ومزودة بأكثر أجهزة
التجسس تقدما. تستخدمها قوات الاحتلال لتصوير المناطق الجبلية والنائية
والمدن والقرى، وتبث صورها بشكل مباشر لأجهزة المخابرات الإسرائيلية عبر
أجهزة رؤية ليلية وأجهزة استشعار حراري وأجهزة التقاط موجات الهواتف
الجوالة، وتعطي كامل المعلومات اللازمة لفرق الموت الإسرائيلية كي تنقض على
هدفها.
وقد وصل
الأمر إلى تكليف الجيش الإسرائيلي لشركة مدنية بالقيام بعمليات تجسس جوية
في قطاع غزة بعد أن كانت مثل هذه العمليات الحساسة مقصورة فقط على
العسكريين الإسرائيليين.. كشفت هذا صحيفة "لوموند" الفرنسية بتاريخ
28-6-2003.
وبحلول
الليل تقوم شركة "إيرونوتيكس" الإسرائيلية (التي أنشئت سنة 1977، ويعمل بها
نحو 150 شخصا نصفهم من قدامى خبراء أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية)،
بتسيير وإقلاع طائرة أو عدة طائرات بدون طيار من مدرج في منطقة "جفولوت"
القريبة من قطاع غزة من أجل التحليق فوق القطاع على ارتفاعات شاهقة -من أجل
تفادي رؤيتها أو سماعها- لترصد كل ما يحدث في القطاع من تحركات.
تستخدم
الشركة طائرات بدون طيار من طراز "إيروستار"، وتبلغ سرعتها ما بين 100 إلى
170 كيلومترا في الساعة، وتستطيع التحليق على ارتفاعات شاهقة تصل إلى 4500
مترًا لمدة 14 ساعة متواصلة.
وينظر
الفلسطينيون إلى طائرات الاستكشاف على أن تحليقها المفاجئ في منطقة، ما هو
إلا مؤشر على دنو ارتكاب إسرائيل لجريمة اغتيال، حتى وصل الأمر إلى اختيار
اسم هزلي لها، حيث يطلقون عليها اسم "أم كامل"!!
المحمول.. أكبر عملاء إسرائيل
ويأتي
المحمول ليكون أكبر العملاء الإسرائيليين.. فقد بات بالإمكان اليوم مراقبة
أي هاتف محمول وهو مغلق، حيث يعتقد المقاومون أن إغلاق الهاتف، ونزع
بطاريته كافيان بحل مشكلة المراقبة، وهو ما أثبتت الوقائع والدلائل عكسه،
حيث إن التخزين الدائم للكهرباء في المحمول يحافظ على ذاكرة الجهاز
وبرمجته، وهذا التخزين ليس تحت تصرف صاحب الهاتف.
ومن خلال
موجات كهرومغناطيسية أو إرسال رسائل صوتية يمكن تحديد مكان صاحب الهاتف،
سواء كان مفتوحا أو مغلقا، حيث يحدث تواصل بين الجهاز ومحطات التقوية
والإرسال للشركة مقدمة الخدمة.
كان هذا
ما أعلنته بعض الصحف الإسرائيلية في بداية العام الجاري، وقد ثار جدل بعد
نشر هذه المعلومات مع الشرطة وجهاز الشاباك (الأمن العام)، حيث طالب
الشاباك وزارة العدل بمنع الصحف من نشر هذه المعلومات بحجة أنها تمس جهود
مكافحة الإرهاب والإجرام.
ويؤكد
بعض شهود العيان أنه خلال حادث محاولة اغتيال اثنين من قادة كتائب القسام
في غزة بتاريخ 26-8-2003، حينما سمع المستهدفون صوت الطائرات ألقوا هواتفهم
المحمولة بعيدا عن السيارة التي كانوا يستقلونها، ففوجئ المارة أن عدة
صواريخ انقضت على تلك الهواتف في عرض الشارع.
المراقبة والتنصت.. بكل مكان
كما بدأت
قوى الأمن الإسرائيلية باستخدام نظام طورته جامعة "كينجيفون" البريطانية
وهو عبارة عن برامج تصوير ذي كاميرات منتشرة في الأماكن الحساسة.
ويمكن
لهذا النظام -الذي يستخدم في الأساس لمراقبة الأماكن العامة- استرجاع الصور
بعد حدوث أي حدث مثل الانفجارات أو السرقات أو حادث سير أو فقدان طفل في
شارع بحيث يمكن استرجاع صورة الموقع ومعرفة ما حدث بدقة.
إلا أن
إسرائيل تستخدم هذا النظام في مراقبة المطلوبين المرشحين للتصفية؛ وذلك عن
طريق وضع هذه الكاميرات الحساسة بواسطة "عملائها الفلسطينيين" لمراقبة
منازل المطلوبين وأماكن عملهم، والمناطق التي يترددون عليها.
ويستخدم
عملاء الاحتلال كذلك كاميرات حساسة وصغيرة، تكون على شكل "ساعة اليد"، أو
"الولاعة" (القداحة)، حيث يقومون بواسطة هذه الكاميرات بتصوير الناشطين في
أماكن معينة أثناء حملهم السلاح، أو مشيهم مع المطلوبين أو حتى وهم يطلقون
النار، ليستخدم ضباط المخابرات تلك الصور كقرائن وأدلة ضدهم أثناء التحقيق
لكسر صمتهم وإنكارهم والضغط عليهم كي يعترفوا أثناء التحقيق.