ضابط المخابرات المصرى البطل محمود نور الدين وعصر الخونه
انه محمود نور الدين ... ضابط المخابرات المصري الذي لم يهز قلب الوطن ويثير أوجاعه برحيله المفجع فحسب ... فقد هزه قبل ذلك كثيرا
مرة حينما قرر أن يستقيل من عمله ويؤسس تنظيما لمطاردة جواسيس الموساد
و مرة حين بدأ أولى عملياته ...
ومرة حين قرر توسيعها لتشمل جواسيس أمريكا
وكانت البداية لتنظيم عرف فيما بعد باسم ثورة مصر استهدف تصفية عملاء
الموساد بشكل أساسي ممن يدخلون البلاد تحت غطاء السياحة او الحصانة
الدبلوماسية... ونفذ التنظيم عدة عمليات ناجحة بالفعل ولكن..
دائما ما تكون نهاية الفرسان مفجعة ليس لأنهم يرحلون فجأة دون مقدمات، أو
لأن مكانهم يظل خاليا لفترة طويلة حتى يظهر فارس آخر، وإنما لأن الطعنة
التى تقضى عليهم دائما ما تكون من الخلف وهم عزل، ومن أقرب الناس اليهم.
***
محمود نور الدين واحد من فرسان الظل , الذى عاش ومات دون أن يسمع الكثيرون عنه , وقد يرجع ذلك لطبيعه التنظيم الذى قام بإنشاؤه ..
ومحمود نور الدين دبلوماسي وضابط مخابرات مصرى, قرر الإستقاله من عمله, وإن لم يترك حياه المخابرات
بالكامل, إذ لم يكن قرار إستقالته إلا خطوة أولى فى طريق تكوين تنظيم سرى
بإسم "ثورة مصر" .. وقد إستهدف التنظيم تصفيه عملاء الموساد الذين يدخلون
مصر تحت مظله الحمايه الدبلوماسيه ,وهذا النوع من التجسس (العلنى) إستخدمته
المخابرات الإسرائيليه والأمريكيه ضد مصر فى فترات عديدة كان أكثرها ظهورا عام 1985 .
وتوجد العديد من الشواهد والظواهر التى تؤكد تعاون سفراء أمريكا وإسرائيل
مع جواسيس علنين أو متخفين فى الداخل, دون أن تستطيع السلطات (الرسميه)
المصريه إتخاذ إجراءات ضدهم نظرا لما يتمتعون به من حمايه دبلوماسيه كفلتها
لهم القوانين الدوليه ...
عمل نور الدين لمدة 20 عاما في إنجلترا بالسلك الدبلوماسي المصري
بالإضافة إلى دائرة المخابرات، وهو حاصل على وسام للشجاعة أثناء حرب أكتوبر
1973.
لكنه قرر بشكل مباغت الاستقالة من عمله بعد أن زار الرئيس السادات القدس
المحتلة عام 1977, وركز جهوده على نشر مجلة معادية للسادات في لندن.
وبين عامي 1980 و1983 تعاون نور الدين مباشرة مع صديقه القديم خالد عبد
الناصر نجل الرئيس الراحل، وعاد كلاهما إلى مصر في 1983. وخلال ستة أشهر،
بدأ نور الدين تنظيمه المسلح السري الذي أطلق عليه "ثورة مصر".
وكان الهدف الرئيسي للتنظيم تصفيه الكوادر الجواسيس العاملين تحت غطاء
السلك الدبلوماسي، لكن بصورة غير رسميه حتى لا تقع مصر فى أزمات دبلوماسيه
أو ما شابه ...
وبعد عدة عمليات ناجحة، وجد نور الدين نفسه بين المطرقه والسندان ... فمن ناحيه تبحث عنه المخابرات
الإسرائيليه (الموساد) بصفته خطرا على عملائها فى مصر, ومن ناحيه أخرى
تبحث عنه السلطات المصريه بصفته مهددا لسلامه أشخاص تحت المظله الدبلوماسيه
... كان الوضع صعبا للغايه .. إلا أن رجل المخابرات المحنك لم يتنازل عن هدفه السامى فى إصطياد الجواسيس ...
وهكذا إستمر تنظيم ثورة مصر فى إثارة جنون الموساد بعد عملياته الناجحه
الواحدة تلو الأخرى . كان الموساد بكل عيونه وجواسيسه ومحترفيه يفاجأ
بضربات نور الدين
الموجعه الواحدة تلو الأخرى , وكان إسم تنظيم ثورة مصر يذاع فى وسائل
الإعلام مقرونا بعمليات تصفيه للموساد فى مصر منها عمليه قتل مسئول الأمن
فى السفارة الإسرائيليه ( زيفى كدار ) الذى أعلن تنظيم ثورة مصر قتله فى
يونيو 1985.
وكذلك قتل (ألبرت أتراكش) المسئول السابق عن الوساد فى إنجلترا والذى كان
يعمل فى مصر , وتم قتله فى أغسطس من نفس العام , وأيضا الهجوم على سيارة
إسرائيليه أمام معرض القاهرة الدولي بمدينة نصر فى العام التالى مباشرة ...
إلا أن نور الدين لم يكتفى بهذا القدر من العمليات , بل إمتد نشاطه ليشمل
الأمريكيين , وكان يعلم بحكم عمله السابق فى المخابرات المصريه أن
الولايات المتحدة هى حليفه إسرائيل , فإستهدف 3 عاملين فى السفارة
الأمريكيه فى القاهرة فى مايو 1987 .
وهكذا دخلت المخابرات الأمريكيه فى دوامه البحث عن تنظيم ثورة مصر وقائدة محمود نور الدين ...
كان الأمر يزداد صعوبه فى وجه تنظيم ثورة مصر الذى تقوم 3 أجهزة مخابرات بتعقبه .. المصريه والأمريكيه والإسرائيليه ...
وكانت المخابرات الأمريكيه على إستعداد لدفع ثروة مقابل أى معلومه عن التنظيم ...
وللأسف جائتهم المعلومات على طبق من فضه ...كان لمحمود نور الدين
شقيق يدعى عصام , كان يعتبر الرجل رقم 2 فى التنظيم , إلا أن عصام إنحرف و
إتجه إلى طريق الإدمان ورفاق السوء .. وهدد عصام أخيه نور الدين بفضح
أمر التنظيم للمخابرات إذا لم يعطه أموالا ليشترى بها المخدرات , فلم يكن
من نور الدين إلا أن أطلق الرصاص على قدمه كإنذار له على عدم الوشايه
بالتنظيم ..
إلا أن المخدرات لعبت فى أحد الأيام بعقل عصام , وخيل له الشيطان أن طريقا مفروشا بالورود أمامه إذا قام بالإبلاغ عن شقيقه محمود.
إتصل عصام بالسفارة الأمريكيه فى القاهرة , وما أن قال لعامل الإتصال أنه
الرجل الثانى فى تنظيم ثورة القاهرة وطلب موعدا للقاء السفير حتى إنقلبت
السفارة رأسا على عقب ...
وفى غرفه مغلقه ضمت السفير الأمريكى وعصام نور الدين ومسئول المخابرات
الأمريكيه وأخر من الموساد , وبعد إجراءات تفتيش طويله لعصام , وبعد تكثيف
الحراسه على السفارة كما لو أنها حصن حصين , بدأ عصام على مدار الساعات
الأربع يشرح للجميع كيفيه عمل تنظيم ثورة مصر ...
كان يشرح لهم كيف يقومون بالعمليات ...
ومصادر التمويل ...
وطرق التنفيذ ..
كل شىء ...
أضاف لذلك قيامه بالإتصال أمام مسئولى السفارة بعدد من أعضاء التنظيم لضمان
مصداقيه كلامه , ثم ختم سيمفونيه خيانته لأسرته الكبيرة ( الوطن ) وأسرته
الصغيرة ( أخيه ) بتقديم ( نوته ) تحتوى على أسماء جميع رجال التنظيم
وأرقام هواتفهم وعناوينهم ....
وفى النهايه طلب عصام من السفير ثمن كل هذة المعلومات الثمينه ...
طلب ثمن الخيانه ...
وكان الثمن نصف مليون دولار وجنسيه أمريكيه ....
وأوهمه السفير ( كاذبا ) بأن كل طلباته ستكون مجابه ...
وسقط تنظيم ثورة مصر فى ساعات معدودة ...
وبدلا من مكافأته، سلم الأمريكيين عصام إلى السلطات المصرية وحوكم وتمت
إدانته بـ 15 سنة في السجن، لكن تم فصله عن باقي أعضاء التنظيم بعد ان وسم
بالخائن.
وتمت محاكمه أعضاء التنظيم, وشملت التهم الموجهة إليهم:
1. القيام بأنشطة عرضت علاقات البلاد بالحكومات الأجنبية للخطر.
2. إغتيال دبلوماسي إسرائيلي في المعادي في 4 يونيو 1984.
3. قتل دبلوماسي إسرائيلي في 20 أغسطس 1985.
4. الهجوم ضد السرادق الإسرائيلي في معرض القاهرة التجاري عام 1986.
5. إغتيال الملحق الثقافي الإسرائيلي وجرح إثنان من رفقاء وزير السياحة الإسرائيلي الذي كان يزور السرادق.
6. محاولة إغتيال دبلوماسي أمريكي في 26 مايو 1987.
وكانت حصيلة العمليات: قتيلان إسرائيليان، ستة جرحى إسرائيليين وأثنين أمريكيين.
وحوكم نور الدين
مع 10 من المتهمين، من بينهم خالد جمال عبد الناصر، الذي كان خارج البلاد
في ذلك الوقت، وحوكم غيابيا بتهم بتمويل المجموعة وتجهيز الأسلحة، لكن تمت
تبرئته وأربعة آخرين.
وتم تصوير المتهمين خلال المحاكمة كإرهابيين ومدمنو مخدرات.
ووضع محمود نور الدين
فى السجن ليقضى فيه 11 عاما بعد أن حكم عليه بعقوبة 25 عاما قبل أن يلقى
ربه في سجن طره جراء الحمى وبعد أن رفضت سلطات السجن تحويله إلى مستشفى
متخصص لإخضاعه لفحوص مدققة لا يمكن أن تجري في مستشفى السجن، طبقا لبيان
أصدرته المنظمة المصرية لحقوق الإنسان.
وفي 16 سبتمبر 1998 شيع جثمان محمود نور الدين في وداع مهيب عشية
الذكرى العشرون لإتفاقيات كامب ديفيد التي أرست أسس العلاقات المصرية
الإسرائيلية، وهي الإتفاقية التي أقسم نور الدين على محاربتها.
وعلى الرغم من الحضور الأمني الواضح والمكثف، هتف المشيعون بهتافات معادية لإسرائيل وأحرق العلم الإسرائيلي خلال الجنازة.
ويبقى أسم نور الدين في الأذهان .. كبطل فى زمن الخونه والعملاء الذين دمروا غزه بحجه الخوف من حماس ومن اقامه اماره اسلاميه على الحدود المصريه
16/9/1998 شيعت جنازة الشهيد محمود
نورالدين بعد أن طاردته أجهزة ثلاثة مخابرات مصرية صهيونية أمريكية لا
لجرم ارتكبه سوى أنه دافع عن وطنه ضد أعدائه الصهاينة والأمريكان الذين
حاربهم منذ أن كان ضابطا فى جهاز المخابرات
المصرية فى ظل راية المقاومة الناصرية التى كانت ترفرف عاليا وعندما سقط
منهم الشهداء كانت مصر الحرة الشريفة الأبية -فى وقتها- تكرمهم وتفخر بهم
ولم يكن الشهيد مصطفى حافظ أولهم ولكن مصر التى تحولت الى مستعمرة أمريكية
منذ بدأ السادات طريق الخيانة بزيارته للكنيست الصهيونى وابرامه لأتفاقية
الذل والعار والخيانة المسماة بكامب ديفيد وأقراره للصهاينة بما هو ليس لهم
وبما لا يملك أحد حق التفريط فيه وهو ارض فلسطيننا المحتلة كان لا بد أن
يقضى نظام كامب ديفيد على كل من يقاوم حتى بعد موته واذا كان القائد
عبدالناصر أولهم فان بطلنا محمود
نورالدين لم يكن اخرهم لذا لزم علينا أن نتذكر هؤلاء الأبطال الشرفاء وألا
ننساهم وأن نتخذهم مثلا وقدوة فى زماننا هذا الذى ندر أن تجد فيه من
يذكرنا بهم أو يذكرهم بخير .
من هو البطل محمود نورالدين؟
هو انسان عربى مثلك ومثلى ءامن بعروبته وأنتمى لوطنه تربى على قيم الأنتماء
والولاء لهذا الوطن ءامن بأن الجهاد واجبنا المقدس أذا ما دنست أرضه
المقدسة ورأى ان خير طريق لذلك هو الألتحاق بالمخابرات العامة فعمل بها
وأخلص فى عمله لوجه الله والوطن وعندما نجح فى المهام التى كلف بها قبل
وأثناء وبعد حرب أكتوبر/رمضان 1973 حاز على وسام الشجاعة تقديرا له والتحق
بعد ذلك بالسلك الدبلوماسى كان اخرها فى انجلترا –بلغت مدة عمله بالمخابرات
والخارجية عشرون عاما.
استقالته من المخابرات العامة:
في عام 1977 زار السادات الكنيست الصهيوني وعندما علم بذلك بطلنا محمود
نورالدين قدم استقالته احتجاجا على ذلك الفعل ولعله كضابط للمخابرات علم
وعرف أكثر من ذلك عن التمهيد لاتفاقية الذل والعار المسماة بكامب ديفيد
وبدأ في إصدار مجلة من لندن معادية للتوجه الساداتي نحو الاستسلام// السلام
مع العدو الصهيوني الأمريكي.
عودته الى مصر:
وفى عام 1980 عاد البطل محمود
نورالدين الى مصر فوجد علم العدو الصهيونى يرفرف فى قلب القاهرة فتذكر
زملاؤه الذين اسشهدوا وهم يحاربون ذلك العدو تذكرهم وهو يشيع جنازاتهم التى
لم يعلم عنها أحد تذكر جرحانا الذين حملهم على كتفه تذكر يوما كانت راية
المقاومة العربية الناصرية ترفرف على قلب القاهرة فوجدها وقد استبدلت
بالخيانة والعمالة –ليس ذلك فقط- بل علم من مصادره الخاصة أن عملاء الموساد
والمخابرات الأمريكية يأتون الى مصر تحت غطاء دبلوماسى وكان نورالدين بحكم
عمله وصلاته يعرفهم واحدا واحدا ويعرف جرائمهم التى ارتكبوها ضد أهالينا
على أمتداد وطننا العربى وهنا قرر بطلنا العودة الى ركب المقاومة ولكن
بطريقته الخاصة وبصورة خفية ولكن بغير الطريق الرسمي .
تكوين تنظيم ثورة مصر الناصرية:
قرر البطل محمود
نورالدين مع صديقه القديم خالد أبن القائد جمال عبدالناصر تكوين تنظيم
مسلح للقضاء على عملاء الموساد والمخابرات الأمريكية فى مصر وسماه ثورة مصر
الناصرية وقام بتنفيذ العمليات الأتية:
فى الساعة 11 مساء يوم 4/6/1984 حدث تبادل اطلاق نيران كثيفة بين احد
العاملين بامن سفارة العدو الصهيونى قرب بيت سفيرها بضاحية المعادى جنوبى
القاهرة وبين مجهولين يستخدمون سيارة اسفرت عن اصابة الصهيونى بجرحين غير
قاتلين .
وفى ظهر يوم 20/5/1985 بينما كان احد كبار رجال المخابرات
الصهيونية هو (ألبرت أتراكش) عائدا الى شقته بضاحية المعادى ايضا طاردته
سيارة بها مجهولون فادركته واعترضته واوقفت سيارته فصب عليه راكبوها وابلا
من الرصاص ادى الى وفاته وجرح سيدتين –زوجته وسكرتيرته.
وفى مغرب يوم 19/3/1986 وكان معرض القاهرة الدولى منعقدا وللعدو الصهيونى
جناح فيه ما ان بدأ انصراف المشرفين والحارسين فى الجناح الصهيونى فى رتل
من السيارات تحت سمع وبصر عشرات من المتواجدين المنصرفين من المعرض ورجال
الأمن المركزي حتى اعترضت اول سيارة خارجة سيارة بها مجهولون فاوقفتهما قبل
ان تخرج الى الطريق ونزل منها اثنان يحملات سلاحا اليا وتبادلا مع ركاب
السيارة الصهيونية اطلاق الرصاص ثم انصرفوا وهم يهتفون بحياة مصر واسفر
الهجوم عن اصابة الصهاينة جميعا وقتل واحدا منهم هو زيفى كدار
وفى صباح يوم 26/5/1986 رابط رجال ثورة مصر الناصرية فى مدخل القاهرة
الجنوبي عند مصر القديمة ثلاثة منهم فى سيارة بيجو ستيشن واثنان على قارعة
الطريق وجاءت سيارة تحمل رقم 57 المخصص لسفارة العدو الأمريكي يقودها مسئول
امن السفارة نفسه واثنان من اعوانه فحازته السيارة الاخرى التى يقودها محمود
نورالدين واجبرها على الصعود الى الرصيف وتغيير اتجاهها وهناك تبادل
الفريقان نيرانا كثيفة اسفرت عن اصابة اثنين من الأمريكيين واصابة احد رجال
ثورة مصر الناصرية فانهى محمود
نورالدين الاشتباك وانطلق الى حيث الجريح ورفيقه والتقطهما وغادر مسرح
الحادث واختفى بعد ان سلم احد الشهود عددا من صور القائد جمال عبدالناصر
وطلب اليه توزيعها تم كل هذا فى ثوان بين زحمة من الناس والسيارات وفى
اليوم التالى نشرت الصحف ان فريقا من رجال الأمن الأمريكيين قد حضروا إلى
مصر وبدأوا فى متابعة التحري والتحقيق.
وبعد تلك العمليات الناجحة التى واجه فيها تنظيم ثورة مصر الناصرية عملاء
الموساد والمخابرات الأمريكية جن جنون مخابرات العدو الأمريكى الصهيونى
وأنضم اليهم مخلفات جهاز المخابرات
المصرية سابقا – بعد أن تم تحطيمه فى 1977 على يد السادات تمهيدا لكامب
ديفيد – وأعلن عن مكافأة ضخمة لمن يدلى بأية معلومات عن تنظيم ثورة مصر
الناصرية .
الخيانة:
جاءت من أقرب المقربين لبطلنا محمود نورالدين وهو اخيه عصام الذى إنحرف و
إتجه إلى طريق الإدمان ورفاق السوء وهدد عصام أخيه نور الدين بفضح أمر
التنظيم للمخابرات إذا لم يعطه أموالا ليشترى بها المخدرات فلم يكن من نور
الدين إلا أن أطلق الرصاص على قدمه كإنذار له على عدم الوشايه بالتنظيم
إلا أن المخدرات لعبت فى أحد الأيام بعقل عصام وخيل له الشيطان أن طريقا مفروشا بالورود أمامه إذا قام بالإبلاغ عن شقيقه محمود
إتصل عصام بالسفارة الأمريكيه فى القاهرة وما أن قال لعامل الإتصال أنه
الرجل الثانى فى تنظيم ثورة مصر الناصرية وطلب موعدا للقاء السفير حتى
إنقلبت السفارة رأسا على عقب
وفى غرفه مغلقه ضمت السفير الأمريكى وعصام نور الدين ومسئول المخابرات
الأمريكيه وأخر من الموساد وبعد إجراءات تفتيش طويله لعصام وبعد تكثيف
الحراسه على السفارة كما لو أنها حصن حصين بدأ عصام على مدار الساعات
الأربع يشرح للجميع كيفيه عمل تنظيم ثورة مصر
كان يشرح لهم كيف يقومون بالعمليات
ومصادر التمويل
وطرق التنفيذ
كل شىء
أضاف لذلك قيامه بالإتصال أمام مسئولى السفارة بعدد من أعضاء التنظيم لضمان
مصداقيه كلامه ثم ختم سيمفونيه خيانته لأسرته الكبيرة ( الوطن ) وأسرته
الصغيرة ( أخيه ) بتقديم ( نوته ) تحتوى على أسماء جميع رجال التنظيم
وأرقام هواتفهم وعناوينهم
وفى النهايه طلب عصام من السفير ثمن كل هذة المعلومات الثمينه طلب ثمن الخيانه
وكان الثمن نصف مليون دولار وجنسيه أمريكيه
وأوهمه السفير ( كاذبا ) بأن كل طلباته ستكون مجابه
وسقط تنظيم ثورة مصر فى ساعات معدودة
وبدلا من مكافأته سلم الأمريكيين عصام إلى السلطات المصرية وحوكم وتمت
إدانته بـ 15 سنة في السجن لكن تم فصله عن باقي أعضاء التنظيم بعد ان وسم
بالخائن.
وتمت محاكمه أعضاء التنظيم, وشملت التهم الموجهة إليهم:
1. القيام بأنشطة عرضت علاقات البلاد بالحكومات الأجنبية للخطر.
2. إغتيال دبلوماسي إسرائيلي في المعادي في 4 يونيو 1984.
3. قتل دبلوماسي إسرائيلي في 20 أغسطس 1985.
4. الهجوم ضد السرادق الإسرائيلي في معرض القاهرة التجاري عام 1986.
5. إغتيال الملحق الثقافي الإسرائيلي وجرح إثنان من رفقاء وزير السياحة الإسرائيلي الذي كان يزور السرادق.
6. محاولة إغتيال دبلوماسي أمريكي في 26 مايو 1986.
وكانت حصيلة العمليات: قتيلان إسرائيليان، ستة جرحى إسرائيليين وأثنين أمريكيين
ذكريات من شاهدوه فى السجن:
التقيت مؤخرا بأحد من كانوا مع بطلنا محمود
نورالدين فى السجن وقال لى : أن بطلنا كان رابط الجأش وكان يقضى كل وقته
فى الصلاة وقراءة القران حتى أنه كان يسأل بعض المسجونين من اعضاء الجماعة
الأسلامية عن أصعب النوافل لكى يقوم بها وكان الجميع ينظر اليه بحب
وأحترام.
المحاكمة و مرافعة الدكتور عصمت سيف الدولة :
طلب بطلنا محمود
نورالدين من استاذنا الدكتور عصمت سيف الدولة أن يترافع عنه ( على الرغم
أن الكثيرين تطوعوا للدفاع عن بطلنا) فلبى النداء وترافع عنه فى مرافعة
ضمنها كتابا سماه ونشره اثناء المحاكمة بأسم ثورة مصر العربية تحولت فيه
المرافعة الى سياقها الطبيعى وهو محاكمة الصهاينة والأمريكان حتى ان
الدكتور عصمت الحق بمذكرة دفاعه الوثيقة الصهيونية لتفتيت الأمة العربية
التى صدرت فى الثمانينات عن المنظمة الصهيونية ليثبت أن ما فعله بطلنا
وزملاؤه لم يكن يوما جرما بل هل عمل وطنى نبيل يستحق كل اجلال وتقدير الا
أن نظام مبارك الخائن العميل كان حكم الإدانة عنده جاهزا بالسجن لمدة 25
عاما الا انه عندما ذهب بطلنا محمود
نورالدين الى السجن كان الحكم الحقيقي عليه هو الإعدام حيث منعت عنه
الأدوية والعلاج حتى أصيب بالحمى ورفض القتلة نقله إلى أي مستشفى متخصص
لإخضاعه للعلاج حتى فاضت روحه الطاهرة وعندما شيع جثمان الشهيد البطل محمود
نورالدين فى 16/9/1998 فى وداع مهيب عشية الذكرى العشرون لأتفاقية الذل
والعار والأستسلام//السلام المسماة بكامب ديفيد هتف المشيعون بسقوط كامب
ديفيد ونظام مبارك الخائن العميل وأحرق العلم الصهيونى ونعاه أحدهم بقوله:
الخلود للبطل ...مش للغواني واللصوص وتجار الحشيش
كان في عشقه للبلد من أخلص الدراويش
معقولة ماتت إيده القوية
اللي ضحكت بين صوابعها كتير البندقية
وكانت أد جيش ؟!
معقول يكون الفجر ف عينيه الجميلة
مش حيطلع مرة تانية
ولا يغنيش؟!
معقولة نور الدين انطفا
ف لعبة طيش؟!
مات البطل
لكن البطولة لازم تعيش
لكن البطولة لازم تعيش
لكن البطولة لازم تعيش
سجل شرف أعضاء تنظيم ثورة مصر الناصرية
محمود نورالدين السيد على سليمان
خالد جمال عبدالناصر
محيى الدين عدلى رجب
احمد على محمد على
نظمى حسين سيد أحمد وشهرته نظمى شاهين
محمد على شرف الدين وشهرته حمادة
سامى عبدالفتاح احمد ترك وشهرته سامى فيشة
جمال عبدالحفيظ محمود عبدالرحمن
حامد محمد ابراهيم مصطفى
اسامة احمد محمد خليل
ممدوح عدلى محمد رجب
اسماعيل عبدالمنعم اسماعيل معوض وشهرته اسماعيل الجيزاوى
احمد ابراهيم احمد محمد
اسماعيل جمال الدين السيد عزام
حمدى عبدالغفار على المراغى
مختار عبدالحميد محمد يوسف
جمال شوقى عبدالناصر
شريف حسين محمود الشافعى
محمود محمد يوسف جمعة