عملية إغراق المدمّرة الإسرائيلية إيلات.. تلك القطعة البحرية التي أخذت
تعربد في مياه مصر الإقليمية في محاولة لاستفزاز وإذلال البحرية المصرية.
الكثير منا لا يعلم أن عملية إغراق المدمّرة إيلات تمّت على مرحلتين
متتاليتين: الأولى كانت عندما تمّ اكتشاف المدمّرة إيلات تبحر على بعد 16
ميلاً شمال شرق بورسعيد لاستفزاز الجانب المصري، الذي أطلق لنشات الصواريخ
مدفوعة بثورة الغضب ورغبة عارمة في الثأر واسترداد الكرامة المُهدرة بعد
النكسة، ورغم استشهاد طاقم اللنشات المصري وانتصار المدمّرة إيلات عليه فإن
المدمرة إيلات لم تخرج سليمة من هذه العملية، بل تمّ تدمير موتور رادارها،
وإحداث إصابات مباشرة للجانب الأيمن بها، وقد اشتهرت هذه المعركة باسم
معركة "الرمانة"..
أما عن المرحلة الثانية التي أدّت إلى إغراق المدمّرة بأكملها فهي التي سنتكلم عنها اليوم في السطور التالية..
فقد شهدت الفترة التي تلت حرب يونيو 1967 وحتى أوائل أغسطس 1970 أنشطة
قتالية بحرية بين الجانبين، وكان كلاهما يهدف إلى إحداث أكبر قدر من
الخسائر في القوات البحرية للطرف الآخر، بغرض إحراز التفوّق والحصول على
السيطرة البحرية.
"إيلات" تستفزّ البحرية المصرية وتعربد في المياه الإقليمية
وبالفعل قامت إسرائيل ببعض الأعمال الاستفزازية؛ حيث دخلت المدمّرة إيلات
ومعها زوارق الطوربيد من نوع "جولدن" ليلة 11 و12 يوليو 1967 داخل مدى
المدفعية الساحلية المصرية في بورسعيد، وعندما تصدّت لها زوارق الطوربيد
المصرية فتحت "إيلات" على الزوارق وابلاً من النيران، ولم تكتفِ بذلك بل
استمرّت في العربدة داخل المياه الإقليمية المصرية ليلة 21 أكتوبر 1967 في
تحدٍّ سافر، مما تطلّب من البحرية المصرية ضبطاً بالغاً للنفس.
أخيراً صدر الأمر بتدمير "إيلات"
وفي النهاية صدرت توجيهات قيادة القوات البحرية بتدمير المدمّرة إيلات،
وعلى الفور جهّز قائد القاعدة البحرية في بورسعيد لنشين محمّلين بصواريخ
"كومر" السوفيتية، وخرج لمهاجمة مدمّرة العدو بغرض تدميرها وإغراقها، كما
أُعدّت بقية القطع البحرية في القاعدة كاحتياطي.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]عندما تصيب الصواريخ المصرية الهدف تتحطّم المدمرة إيلات
المدمّرة الأسطورة تغرق في دقائق
خرج لنشا صواريخ, الأول بقيادة النقيب "أحمد شاكر" والثاني بقيادة النقيب
"لطفي جاد الله"، وفي مكتب العقيد "عادل هاشم", جلس "محمود فهمي" في انتظار
بلاغات العملية بعد أن أبلغ الفريق "ذكري" قائد القوات البحرية بالخطة.
وبدأت البلاغات من قاعدة بورسعيد البحرية, "صاروخ نمرة واحد طلع.. صاروخ
نمرة واحد أصاب الهدف.. صاروخ نمرة اثنين طلع.. صاروخ نمرة اثنين أصاب
الهدف.. الهدف تحطّم".
وما حدث هو هجوم اللنش المصري الأول على جانب المدمّرة مطلقاً صاروخه الأول
فأصاب المدمرة إصابة مباشرة، وأخذت تميل على جانبها فلاحقها الصاروخ
المصري الثاني الذي أكمل إغراقها على مسافة تبعد 11 ميلاً بحرياً شمال شرقي
بورسعيد، وعليها طاقمها الذي يتكوّن من نحو مائة فرد من البحرية
الإسرائيلية، إضافة إلى دفعة من طلبة الكلية البحرية الإسرائيلية كانت على
ظهرها في رحلة تدريبية، وتُعتبر هذه هي المرة الأولى في التاريخ الذي تدمّر
فيه مدمرة حربية كبيرة بلنش صواريخ.
هكذا في دقائق معدودة تحطّمت أكبر وحدة بحرية إسرائيلية, لقد غرقت
"إيلات".. ولحقت بالكبرياء الإسرائيلي إهانة كبيرة, وتمكّنت البحرية
المصرية من جدع أنف إسرائيل وقواتها البحرية.
أما عن الرجال الثلاثة الذين شكلوا العمود الفقري لمجموعة العمليات
المسئولة عن إغراق "إيلات", قد أصبحوا فيما بعد قادة للقوات البحرية.
كانت تلك كارثة ليس فقط على البحرية الإسرائيلية بل على الشعب الإسرائيلي
بأكمله، وعلى الجانب الآخر فإن البحرية المصرية والشعب المصري الذي ذاق
مرارة الهزيمة في 5 يونيو من نفس العام ارتفعت معنوياته كثيرا، وردّت
إسرائيل على هذه الحادثة يوم 24 أكتوبر بقصف معامل تكرير البترول في السويس
بنيران المدفعية الإسرائيلية، كما حاولت إسرائيل ضرب السفن الحربية
المصرية شمالي خليج السويس.
هكذا استطاعت البحرية المصرية أن تطبّق أسس فنون الحرب البحرية خلال فترة
الاستنزاف تطبيقاً سليماً، حقق الهدف من استنزاف البحرية الإسرائيلية.
تعربد في مياه مصر الإقليمية في محاولة لاستفزاز وإذلال البحرية المصرية.
الكثير منا لا يعلم أن عملية إغراق المدمّرة إيلات تمّت على مرحلتين
متتاليتين: الأولى كانت عندما تمّ اكتشاف المدمّرة إيلات تبحر على بعد 16
ميلاً شمال شرق بورسعيد لاستفزاز الجانب المصري، الذي أطلق لنشات الصواريخ
مدفوعة بثورة الغضب ورغبة عارمة في الثأر واسترداد الكرامة المُهدرة بعد
النكسة، ورغم استشهاد طاقم اللنشات المصري وانتصار المدمّرة إيلات عليه فإن
المدمرة إيلات لم تخرج سليمة من هذه العملية، بل تمّ تدمير موتور رادارها،
وإحداث إصابات مباشرة للجانب الأيمن بها، وقد اشتهرت هذه المعركة باسم
معركة "الرمانة"..
أما عن المرحلة الثانية التي أدّت إلى إغراق المدمّرة بأكملها فهي التي سنتكلم عنها اليوم في السطور التالية..
فقد شهدت الفترة التي تلت حرب يونيو 1967 وحتى أوائل أغسطس 1970 أنشطة
قتالية بحرية بين الجانبين، وكان كلاهما يهدف إلى إحداث أكبر قدر من
الخسائر في القوات البحرية للطرف الآخر، بغرض إحراز التفوّق والحصول على
السيطرة البحرية.
"إيلات" تستفزّ البحرية المصرية وتعربد في المياه الإقليمية
وبالفعل قامت إسرائيل ببعض الأعمال الاستفزازية؛ حيث دخلت المدمّرة إيلات
ومعها زوارق الطوربيد من نوع "جولدن" ليلة 11 و12 يوليو 1967 داخل مدى
المدفعية الساحلية المصرية في بورسعيد، وعندما تصدّت لها زوارق الطوربيد
المصرية فتحت "إيلات" على الزوارق وابلاً من النيران، ولم تكتفِ بذلك بل
استمرّت في العربدة داخل المياه الإقليمية المصرية ليلة 21 أكتوبر 1967 في
تحدٍّ سافر، مما تطلّب من البحرية المصرية ضبطاً بالغاً للنفس.
أخيراً صدر الأمر بتدمير "إيلات"
وفي النهاية صدرت توجيهات قيادة القوات البحرية بتدمير المدمّرة إيلات،
وعلى الفور جهّز قائد القاعدة البحرية في بورسعيد لنشين محمّلين بصواريخ
"كومر" السوفيتية، وخرج لمهاجمة مدمّرة العدو بغرض تدميرها وإغراقها، كما
أُعدّت بقية القطع البحرية في القاعدة كاحتياطي.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]عندما تصيب الصواريخ المصرية الهدف تتحطّم المدمرة إيلات
المدمّرة الأسطورة تغرق في دقائق
خرج لنشا صواريخ, الأول بقيادة النقيب "أحمد شاكر" والثاني بقيادة النقيب
"لطفي جاد الله"، وفي مكتب العقيد "عادل هاشم", جلس "محمود فهمي" في انتظار
بلاغات العملية بعد أن أبلغ الفريق "ذكري" قائد القوات البحرية بالخطة.
وبدأت البلاغات من قاعدة بورسعيد البحرية, "صاروخ نمرة واحد طلع.. صاروخ
نمرة واحد أصاب الهدف.. صاروخ نمرة اثنين طلع.. صاروخ نمرة اثنين أصاب
الهدف.. الهدف تحطّم".
وما حدث هو هجوم اللنش المصري الأول على جانب المدمّرة مطلقاً صاروخه الأول
فأصاب المدمرة إصابة مباشرة، وأخذت تميل على جانبها فلاحقها الصاروخ
المصري الثاني الذي أكمل إغراقها على مسافة تبعد 11 ميلاً بحرياً شمال شرقي
بورسعيد، وعليها طاقمها الذي يتكوّن من نحو مائة فرد من البحرية
الإسرائيلية، إضافة إلى دفعة من طلبة الكلية البحرية الإسرائيلية كانت على
ظهرها في رحلة تدريبية، وتُعتبر هذه هي المرة الأولى في التاريخ الذي تدمّر
فيه مدمرة حربية كبيرة بلنش صواريخ.
هكذا في دقائق معدودة تحطّمت أكبر وحدة بحرية إسرائيلية, لقد غرقت
"إيلات".. ولحقت بالكبرياء الإسرائيلي إهانة كبيرة, وتمكّنت البحرية
المصرية من جدع أنف إسرائيل وقواتها البحرية.
أما عن الرجال الثلاثة الذين شكلوا العمود الفقري لمجموعة العمليات
المسئولة عن إغراق "إيلات", قد أصبحوا فيما بعد قادة للقوات البحرية.
كانت تلك كارثة ليس فقط على البحرية الإسرائيلية بل على الشعب الإسرائيلي
بأكمله، وعلى الجانب الآخر فإن البحرية المصرية والشعب المصري الذي ذاق
مرارة الهزيمة في 5 يونيو من نفس العام ارتفعت معنوياته كثيرا، وردّت
إسرائيل على هذه الحادثة يوم 24 أكتوبر بقصف معامل تكرير البترول في السويس
بنيران المدفعية الإسرائيلية، كما حاولت إسرائيل ضرب السفن الحربية
المصرية شمالي خليج السويس.
هكذا استطاعت البحرية المصرية أن تطبّق أسس فنون الحرب البحرية خلال فترة
الاستنزاف تطبيقاً سليماً، حقق الهدف من استنزاف البحرية الإسرائيلية.